والله صح وكمان في مفاجاة وليام و..
بليث
يلى هو الفصل قراءة ممتعة
........الفصل السابع والعشرين.......(المهرجان).......
......فذهب ويليام بهما بسيارته السوداء حتى وصولوا لمكان المهرجان الذي كان بقرب الشاطئ.....نزل ويليام وتأبطت كلوديا ذراعه ومشت بليث معهما......كان المكان صاخب جداً وممتلئ بالناس الذين كانوا مستمتعين بوقتهم لأقصى حد وكان للأطفال الغالبيه في الحضور الذين كانوا في غاية السعاده وهم ممسكين ببالونات مختلفة الألوان والأحجام يوزعها عليهم شخص طويل يرتدي زي مهرج.....فسار الثلاثه وسط هذا الصخب وكان ويليام لايكف عن مداعبة الأطفال اثناء سيره وكلوديا كانت تنظر بإعجاب لي اجواء المهرجان التي كانت أكثر نشاطاً وازدحاماً من المره السابقه ربما لأنه اليوم الأخير من أيام هذا المهرجان وبليث كانت تنظر في الحضور تبحث لها عن شخص ما متجاهله كل مافي المهرجان......فلمحت بليث وهو تنظر في وجوه من حولها مايك وهو يقف عند خيمة السيرك فهتفت وهي تشير إليه"مايك.....إنه هناك هيا لنذهب إليه"
فنظر ويليام إليه بخيبة أمل وقال"ظننت أني سأسير طويلاً ريثما نجده...."
فذهبوا إلى مايك الذي استقبلهم بابتسامه مشرقه كإشراقة شمس هذا الصباح أو بالأحرى استقبل بليث بهذه الإبتسامه فقال وعينيه على بليث"لماذا تأخرتما؟.....لقد انتظرت هنا طويلاً"
اشفقت بليث عليه وقالت وعلى وجهها مسحة خجل"نحن نعتذر...."
مايك وقد اراحه سماع صوتها"لابأس المهم أنكِ أتيتِ" ثم تدارك الأمر بسرعه"أقصد أتيتم...."
فضاقت عينا ويليام التي انعكست عليها أشعت الشمس لم تضيق عينيه لأشعة الشمس التي تسلطت عليها بل ضاقت بشفقه على مايك وقال بشيء من التهكم"مسكين مايك....يبدو أنك أتيت مع الذين فتحوا المهرجان"
ضحكت كلوديا وتصنع مايك الضحك ثم قال"مارأيكم لو ندخل السيرك فلقد بدأت العروض البهلوانيه...."
ويليام"ياإلهي مايك....ماهذا اللطف؟...تقول لنا مارأيكم بالعاده تقول لنذهب....هل خنقتك ربطة عنقك أم ماذا؟"
فضحك مايك متعمداً ذلك كي يجعل من كلام ويليام مزحه ثم قال"يالك من مضحك ياويليام....أنت تعلم أني لطيف دائماً"
فقال ويليام بصوت غير مسموع وهو يرى لطف مايك الشديد"لاأصدق....هل هذا مايك أم امرأه من نساء القرن العشرين....؟؟"
فقاطع حديثهم مقدم العروض البهلوانيه وهو يقول بمكبر الصوت"سيداتي سادتي الآن أقدم لكم أفضل العروض لهذه السنه اتمنى أن تستمتعوا بما ستشاهدونه الآن"
هنا نظرت كلوديا على الفور لويليام وقالت"هيا لندخل السيرك لقد بدأ العرض..."
كان ويليام شارد الذهن فلقد استغل امر انصراف أعين الناس لمكبر الصوت وأذانهم لما قاله المقدم لأستقصاء أمر ما....كان ينظر ليمينه بنظرات توحي بتوخي الحذر لكنه قال لكلوديا بنبره عاديه رغم ذلك"أنا لم أتي هنا من أجل مشاهدة أناس يتصرفون كالمجانين..."
فضغطت كلوديا على ذراعه الممسكه به وقالت بدلال"حبيبي ارجوك....أنا لاأستمتع بالمشاهدة إلا معك"
لم يستطيع ويليام عصيان نبرة صوتها المغرية فقال"حسناً عزيزتي....ولكن أذهبي أنتِ أولاً وسأتي أنا بعدك على الفور فلقد نسيت شيئاً بسيارتي وسأجلبه..."
ابتسمت كلوديا وقالت"حسناً...ولكن لاتتأخر"
ذهب ويليام ونظرت كلوديا إليه كان مختلفاً عن كل من في المكان بكل شيء كان له منظر رائع وهو يركض بعيداً فأنتابها شعور قوي بأنها يجب أن تلحقه همت بذلك لولا أن بليث قالت لها وهي تضع يدها على كتفها"هيا لندخل السيرك.... " ثم انتبهت"لكن اين ويليام؟؟"
كلوديا"سيأتي بعد قليل...."
بليث"إذاً هيا لندخل..."
دخل الثلاثه خيمة السيرك وجلسوا على المقاعد الأخيره بها ونظرت اعينهم إلى العرض مع أعين جموع غفيره من الناس.....وبينما كان الجميع يضحكون وهم مستمتعين بمشاهدة مايفعله المهرجين دوت في أذانهم صوت إطلاق رصاصه فصرخت كلوديا على الفور بلا شعور منها"ويليااااااااااام....."
فعمت الضجه أجواء السيرك فهدأهم المشرف على العرض بقوله"رجاءً ألتزموا الهدوء ولاتتحركوا من أمكانكم هذا سيكون خطر عليكم ولاتقلقوا ستقوم الشرطة بدورها..."
صرخت أحدى السيدات بقلق"لكن أطفالنا في الخارج..."
المشرف"لاتقلقي سنطمئنكِ عليهم....والآن اهدئوا جميعاً"
فهدأ الجميع والقلق بادياً على عيونهم لكن كلوديا لم تطيق الجلوس هكذا فلقد اشتد القلق بها وشل تفكيرها....فويليام بالخارج....ماذا لو كانت تلك الرصاصة تعنيه؟....فهبت من مكانها مذعوره لكن مايك أمسك بيدها في أخر لحظه وقال"كلوديا إلى أين تذهبين؟....أما سمعتِ ماقاله المشرف؟"
سحبت كلوديا يدها منه وركضت باتجاه الخارج وهي تخترق حشود من الناس وتتعثر بأرجلهم غير آبهة بندائهم لها ونداء مايك وبليث.....
خرجت كلوديا من السيرك ثم توقفت لتلتقط أنفاسها السريعه فلم تحتمل وقت هذا التوقف فنادت بأعلى صوتها"ويليام....ويليام..."
لم تسمع أي مجيب سوى همهمة أطفال يلعبون بمكان تجهله ونسمات رياح بارده تقلب ورق التفاح الذي أمامها فركضت بعيداً إلى حيث هو ركض في آخر مرة رأته بها.....ركضت طويلاً حتى ابتعدت عن حدود المهرجان وأخذت تبحث عن ويليام حتى تعبت ولم تستطيع المسير فجلست على البساط العشبي الذي يحتضن مدينة الألعاب هذه وأخذت تبكي....
رمقها من بعيد وهو ممسك برجل ملثم بلثام أسود ومسنده على جذع شجره فتدراك الوقت ولكم الرجل بقوة حتى كاد أن يسقط وجهه على الأرض ثم نزع اللثام عنه بعنف وقال بصوت يملؤه الغضب"كنت أود أن أقضي عليك لكن هناك رسالة يجب أن توصلها إلى جيسون ..." ثم خنقه بياقته حتى صار وجهه أحمر وتعثرت انفاسه وأردف"قل له أنه لن يستطيع قتلي ولو فعل المستحيل فأنى سأنهي حياته قبل أن يفكر بإنهاء حياتي" وهزه بعنف"أسمعت..؟؟"
هز الرجل الذي لاحول له ولاقوة رأسه بإيجاب ثم رماه ويليام بعيداً عنه وقال"أغرب عن وجهي الآن..."
فلم يصدق الرجل أنه أفلت من قبضة ويليام بعد إذا ظن أن نهايته ستكون بين يديه فجرى مسرعاً وهو يتخبط أكثر من أنه يجري.....وبعدها نظر ويليام لكلوديا التي كانت تحتضن رأسها بين يديها وهي تبكي وكأنها تعاني من صداع مزمن.....كانت المسافه بينهما بعيدة نوعاً ما فلم يستعجل ويليام الذهاب إليها فسار إليها بخطوات هادئه ربما كان السبب فيها هو كيف يبرر لها كل ماحدث قبل قليل....وصل ويليام إليها من الخلف ولم تشعر به فانحنى عليها حتى لامست شفتيه أذنها وهمس"حبيبتي تبكي...من الذي جعلها تبكي هكذا سأنتقم منه"
رفعت كلوديا رأسها غير مصدقه ماتسمعه ونظرت إلى وجهه القريب منها التي كادت أن تصطدم بها لو أنها تداركت الأمر....كان وجهه يشع بابتسامه ساحره قلما تجود بها الكره الأرضيه فوقفت بسرعه واعتدل هو بدوره من انحنائه فعانقته بأقوى مالديها وكأنها تعانق حلما جميلاً ستستيقظ منه بعد لحظات....حاول ويليام أن يبعدها قليلاً عنه ليشرح لها الأمر ويهدئ من انفعال دموعها لكنه لم يستطيع فقوة جسده تقف عاجزه أمام ضعف جسدها....كانت متشبثه به لأبعد حد فقال"كل هذا لأني تأخرت قليلاً....ماذا لو مت ماذا ستفعلين؟"
لمن يسمع سؤال ويليام هذا ونبرته تلك يظن أنه قال هذا لأجل أن يعرف مدى حب كلوديا له لكن ويليام فالحقيقه يريد أن يعرف حقاً ماذا ستفعل....هذا السؤال أرقه كثيراً لدرجة أنه ندم مراراً على أنه تعلق بها وتعلقت هي به فهو يدرك أن الحب إذا وصل لهذه الدرجة فليس له شفاء....ارتعب قلب كلوديا المسكين عندما سمعت كلامه فضربت بيده اليمنى ظهره من الخلف بينما مازالت يدها اليسرى متشبثه بسترته وقالت"إياك أن تقول هذا مرة آخرى....هذا لن يحدث"
"بل يحدث" يدرك ويليام هذه الحقيقه لكنه لو صارحها به لأعتبر نفسه أقسى رجل في هذا الوجود فرفع رأسها الذي دسته بصدره حتى التقت عينيها المغلفه بالدموع بعينيه الحنونه وقال"هل عرفتِ الآن لماذا رفضت أمر خطبتنا في البداية ....كنت أخشى أن تتعلقي بي ثم أرحل عنكِ"
فضمته كلوديا بقوة وقالت"لن أسمح لأحد بأن يأخذك مني....حتى جيسون وأصدقائه"
ابتسم ويليام فلا يملك رد أمام طفولتها تلك سوى هذا ثم ضمها أكثر إليه.....
اعتلت أصوات أطفال من حولهم فابتعدت كلوديا بسرعه عن ويليام ونظرت نحو الأطفال الذي كانوا يركضون وهم يتقاذفون الكره سوى طفله شقراء كانت واقفه تنظر إليهما بابتسامه عذبه فجلس ويليام على قدميه أمامها وأخذ يدها الصغيره بيده وقال"ماأسمك ياحلوه...؟؟"
ابتسمت الطفله بخجل وقالت"أسمي دايانا..."
فقبل ويليام خدها الوردي وقال"أسمك جميل جداً..." ثم نظر لكلوديا التي تقف عن يمينه وقال"إنها بنفس أسم أمي..."
كلوديا"حقاً....أسم والدتك جميل جداً كمظهرها تماماً"
ويليام بتعجب"وهل رأيتِ والدتي؟؟"
أخفضت كلوديا صوتها بحرج"نعم....وكان ذلك عندما أطلعت على ألبوم صورك في المقر"
ويليام وهو يقف بهدوء كمن يريد أصطياد فريسه"اها....ولكن رائع أنكِ ذكرتيني بالأمر كي أقتص الآن"
فهم بالأمساك بكلوديا لكن كلوديا ركضت وأختبأت خلف دايانا وقال بسرعه"دايانا لاتدعيه يقترب مني...."
دايانا وهي تحمي كلوديا بيديها"أرجوك لاتضربها سيدي لن تكررها مرة آخرى أعدك بذلك..."
ضحك ويليام ثم حمل الطفله بين ذراعيه وقال"حسناً عزيزتي الصغيره لأجلك سأتركها هذه المرة"
ابتسمت كلوديا ثم قالت"إذن يجب أن أخذ دايانا معي للمنزل كي تنقذني منك دائماً..."
في هذه اللحظه أتى جميع الأطفال والتفوا عليهم فتقدم طفل ذو سمره جميله يبدو في السابعه من عمره وقال لويليام"سيدي أرجوك ألعب معنا....."
فوضع ويليام دايانا على الأرض ثم نظر لهذا الطفل وقال"أود ذلك....ولكن لاأظن بأني أستطيع هذا"
فتدخلت كلوديا بقولها"بل يستطيع....إنه يجيد اللعب أنا أعرف ويليام جيداً"
قالت كلوديا هذا الكلام ثم أختبأت خلف الصبيان خوفاً من ردة فعل ويليام التي خمنت كيف ستكون....فرمقها ويليام بنظرات وعيد وابتسمت كلوديا له بغرور....فاضطر ويليام للقبول وقال"حسناً ليس لدي مانع...."
ففرح جميع الأطفال وأخذوا يقفزون لأجل ذلك فتعجب ويليام من فرحتهم المبالغ بها ثم قال الطفل الأسمر الذي تحدث قبل قليل"حسناً ياويليام هيا لنتطارد..."
ويليام بدهشة"نتطارد...!!"
الطفل"نعم وأنت من سيطاردنا...."
فضحكت كلوديا ثم صمتت عندما توعدها ويليام بعينيه....
فرد ويليام عليه"حسنا يا................"
الطفل"جف ياسيدي..."
أكمل ويليام"حسناً ياجف لنبدأ...."
فتفرق جميع الأطفال وكلوديا معهم في أرجاء المكان الذي يشبه إلى حد كبير حديقه عامه انتشروا جميعاً سوى الطفله الصغيره دايانا فانحنى ويليام لها وقال"لماذا لاتهربين...سأمسك بكِ إذا بقيتِ ثانية هنا"
قبلت دايانا خده القريب منها وقالت بخجل"أنا أحبك وسأطاردهم معك...."
فقبل ويليام خدها من الجانبين ثم قال"حسناً تعالي معي..."
فأعطى الأثنان ظهورهم للجميع وبدأ ويليام بالعد"واحد....اثنان....ثلاثه.....أربعه....الخ" حتى وصل العد للعشره ثم التفت للوراء فرأى الجميع يقفون بعيداً عنه ونظر لليمين فرأى كلوديا وقال"سأبدأ بكِ أولاً...."
هربت كلوديا عندما سمعت كلامه فركض ويليام ورائها إلى أن أصبح قريب جداً منها ثم احتضنها من الخلف وهمس بأذنها"أمسكت بكِ أيتها السلحفاه..."
كلوديا"كنت سأركض أكثر لو لم تبدأ بي أولاً...."
فقبل ويليام رقبتها التي بقرب شفتيه ثم رد عليه بنبره غير مصدقه"حقاً....."
عندها سمع صوت جف خلفه وهو يقول"ويليام هل نسيتنا؟؟"
التفت ويليام إليه بسرعه ثم أمسك به وقال"أمسكت بك أيها المتطفل..."
فزفر جف بخيبة أمل"أنت مخادع سيد ويليام...."
ضحك ويليام من كلامه ثم قام بإمساك الأطفال المتبقين بسهوله....وبعد أن انتهى من هذا نظر إلى دايانا التي كانت تنظر إليه بإعجاب وقال ممازحاً"لن أجعلك تطاردين مرة أخرى معي فأنتي لم تساعديني بإمساك أحدهم...."
فنظرت دايانا للأرض وقالت"أنا آســـف...." ثم رفعت رأسها وقالت"ولكنك قوى جداً فقد أمسكتهم بوقت قصير" فضمته وقالت"لذلك أنا أحبك...."
فحملها ويليام وقبلها بعد إذ كانت تضم رجليه فهي أقرب شيء تصل إليه منه فأتتهما كلوديا وقالت وهي تنظر لخيمة السيرك التي تنطلق منها ألعاب نارية"ويليام مارأيك أن نعود إلى السيرك يبدو أن العروض استأنفت...."
لم تعجب ويليام الفكره كثيراً لكنه وضع دايانا على الأرض وقال"حسناً....والآن إلى اللقاء ياصغيرتي..."
فوضعت دايانا يديها على عينيها وأخذت تبكي فأبعد ويليام يديها عن عينيها وقبل جبينها ثم قال"لماذا تبكين..؟؟"
دايانا بصوتها الباكي"ستذهب عني...."
فجلست كلوديا لمستواها وقالت بلطف"لاتبكي حبيبتي....سنعود إلى هنا كلما سنحت لنا الفرصة لكي نراكِ"
مسحت دايانا دموعها"حسناً ولكن إياكما أن تكذبا علي..."
ضحكت كلوديا وقالت"لن نكذب...."
ثم وقفت كلوديا واستوت بجانب ويليام وقالت بابتسامه وهي تلوح بيدها"إلى اللقاء دايانا...."
فقال لها ويليام بالمثل ثم ذهبا ودايانا لم تكف عن التلويح لهما.....
فدخل الأثنان السيرك وجلسا بمقعدين بجانب مايك وبليث الذين انتابتهم السعادة عند رؤيتهم وقالت بليث"إين كنتما....لقد قلقنا عليكما"
استراح ويليام على مقعده الذي بجانب مايك وقال وعينيه على العرض"أشك بأنكِ أفتقدتينا...."
أظهرت كلوديا استيائها من كلامه وجههت نظرها نحو مسرح العرض....
استمتع الجميع بما يعرض أمامهم بعد أن عاد الأمن للمكان وأثناء العرض نظر مايك إلى ويليام نظره استطلاعيه فرأه يبتسم ككل الحضور لكن ابتسامته ممزوجه ببعض السخريه فتطفل قائلاً"هل أنت سعيد بما تشاهده؟"
تصنع ويليام ابتسامه عريضه وقال"نعم ويجب أن أكون سعيداً....فأنا أشعر بأنهم يرغموننا على الضحك بهذه العروض"
فضحك مايك حتى دمعت عينيه فلديه شعور مماثل لشعور ويليام ثم عاد للمشاهده.....
بعد وقت نظر ويليام لكلوديا التي كانت مستمتعه بوقتها فوضع كفه على كفها الناعم فنظرت إليه على الفور عندما شعرت بكفه فابتسم لها وقال"أحبك...." فليس هناك داعي للهمس بهذا الجو الصاخب....
ابتسمت كلوديا له وأطالت النظر بعينيه العسلية التي كانت تغمرها بحب لايتوقف عطائه إلى الأبد......
وبعد مرور عدة ساعات كانت ممله جداً بالنسبة لويليام انتهى العرض وكان ويليام أول من صفق لأنتهاء العرض من الحضور مبدياً سعادته العارمه بأنه انتهى....فاتجه الجميع بعد ذلك لمكان آخر من انحاء المهرجان كي يستمتعوا به......أما كلوديا وويليام فقد جلسوا على مقاعد بيضاء موضوعه على أرض خضراء جميله....
وعند تلك الشجره الكبيره كانت بليث واقفه فأتاها مايك من الخلف وفجائها بأن وضع وردة حمراء أمامها....خجلت بليث أكثر من أنها تفاجأت....وأخذت الوردة منه وقالت وقد تلون وجهها بلونها"مالذي دهاك...؟؟"
"أحبـــك..."أجابها مايك بهذا وعجزت هيا عن الرد من فرط خجلها....
فقال مايك بتململ"بليث...متى ستتأكدين أني أحبك؟...لماذا لاتصدقيني؟....هل تريدين أن أرمي نفسي بهذا البحر كي تصدقين؟...أم أنكِ تودين أن أصرخ بأعلى صوتي أحبك يابليث..."
لم ترد عليه بليث.....كانت تداعب الوردة بيديها كي تشغل نفسها عن كلامه وأمر خجلها منه فقال مايك بتهور"إذا سأصرخ بهذا كي تصدقي"
فردت بليث على الفور"لا....لاتفعل لقد صدقتك"
فهزها مايك وهو غير مصدق"ماذا؟....أفهم من هذا أنكِ أحببتيني؟"
هزت بليث رأسها دون أن تحرك لسانها بشيء فغمرت الفرحه وجه مايك وقبل رأسها بلا شعور منه....شعرت بليث بالحرج لهذا وحمدت ربها بأن ويليام لم يرى هذا ثم قالت متهربة من ردة فعل مجنونه قد تصدر من مايك"لنذهب لكلوديا وويليام لابد أنهما في انتظارنا..."
أراد مايك أن يمنعها لكنها ذهبت إليهما بأسرع مما توقع.....وجلست على تلك المقاعد البيضاء بجانبهما ولحق مايك بها وجلس بجانبها وأخذوا يتبادلون أطراف الحديث حتى قطع عليهم حديثهم مجيء أربع فتيات إليهم....امتعظت كلوديا من قدومهن فهؤلاء صديقات بليث وهي لم تنسى أبداً الكلام الذي قالوه لها في آخر مرة رأتهم بها.....فاستقبلتهن بوجه عبوس...وبنفس هذا العبوس استقبلتهن بليث ايضاً فبعد الكلام الذي تفوهن به بوجه كلوديا قطعت صلتها بهن ونسيت صداقتهن.....فالتفت إحداهن على بليث وكانت شقراء ذات قوام ممتلئ نوعاً ما وقالت بصوت تدعي به الرقه"صباح الخير بليث...."
لم تكلف بليث نفسها حتى بالألتفات إليها فرأت الفتاة ذلك الكره الذي ينبع من عيني بليث فنظرت إلى صديقاتها الثلاث اللواتي كن يتفرسن ويليام بنظراتهن الوقحه.....وهذا ماجعل كلوديا تخرج من طورها وتقول بعصبيه"ويليام هيا...لنعود للمنزل فلقد اصبح المكان قذراً"
فاقتربت أحداهن من كلوديا وكانت هي أجملهن وقالت لها بفضول وهي تشير على ويليام"هذا زوجك ويليام....أليس كذلك؟؟"
لم تجبها كلوديا بل اكتفت بزفرات غاضبه....فلم تأبه الفتاة بردة فعل كلوديا الغاضبه وتجرأت واقتربت من ويليام وقالت بدلال مزيف"أظن أني أخطأت في الكلام الذي قلته عنك....فيبدو لي أنك عكس ذلك تماماً وأي فتاة تشاهدك ستتصرف بجنون وتتزوجك"
فهمت بأن تلمس صدر ويليام لكن ويليام دفعها عنه وقال باشمئزاز"تافهه....."
وكانت كلوديا في هذه اللحظه تتمنى لو أنها تنقض عليها وتخنقها حتى الموت وكانت ستفعل لولا أن ويليام وضع ذراعه حول عنقها وذهب.....
استرخى ويليام على مقعد سيارته بعد أن ساعد كلوديا بالركوب ثم نظر إليها فرأها حزينه فقال"هل أزعجكِ الذي حدث قبل قليل؟؟"
كلوديا وهي تحاول أن تخفي نظراتها الحزينه عنه"لا أبداً....لم يكن هذا مزعجاً مقارنةً بالذي سمعته منهن في السابق"
فضرب ويليام المقود بقبضة يده وقال"هذا يعني أنكِ مازلتِ تأبهين بكلامهن...." ثم نظر إليها بصرامه وقال"كلوديا يجب أن تثقي بحياتك....يجب ذلك"
فخيم صمت حزين بينهما....
ثم خرج ويليام من هذا الصمت وأمسك بعضدي كلوديا فأجفلت كلوديا عندما شعرت بيديه في وقت لم تتوقع منه أن يفعل هذا....وقال وهو يثبت عينيه بعينيها"كلوديا هل تحبيني؟؟"
ابتسمت كلوديا إزاء ماقاله ثم قالت"لقد بددت أشك بأنك ذكي وإلا كيف تسأل مثل هذا السؤال الغبي؟؟"
ويليام برجاء وبصوت مرتفع"إذاً قوليها...."
كلوديا بصوت منخفض لم تستطيع أن تجعله يرتفع"أحبك....."
فضمها ويليام حتى استوى ذقنه على كتفها ثم قال"إذاً أحبي فيني كل شيء..."
كلوديا وهي تغمض عينيها على كتفه بدفء"وأنا أحب فيك كل شيء....حتى خوفي منك"
فرد ويليام بصوت تغمره ضحكه مستتره"وأنا أيضاً أحب فيكِ كل شيء حتى غبائك..."
فقرصت كلوديا ظهره من الخلف وقالت"أياك أن تنعتني بالغبيه مرة آخرى...."
أدعى ويليام الألم ثم ضمها أكثر إليه وهنا أتى صوت أجش إلى مسامعهم"هيه أنتما...متى ستذهبان إن سيارتي خلفكما"
فأبعد ويليام جسده عن كلوديا واعتذر للرجل بلطف ثم قاد سيارته وذهب.....
وصل ويليام وكلوديا لمنزلهما في ذلك الحي الصغير فنزل ويليام من سيارته قبل كلوديا فرأى زوجة عمه ريتشارد السيدة ماغي تجلس على مقدمة سيارتها وتبدو كالمهمومه....
................................................
_ماسر وجود ماغي هنا؟هل تتوقعون أنها تحمل خبراً مهماً..؟؟
_هل سيكبر حب بليث ومايك ويسطرا قصة حب جديده؟هل سيصدق كلام ويليام بشأنهما؟
_هل سيعيش بطلانا بسلام؟
الفصل القادم يكشف لكم الكثير فقط تابعو معي تحياتي لكم"نوريكو