بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعلنا مسلمين , الحمد له عدد من خلق أجمعين , و الصلاة و السلام على من بعثه رحمة للعالمين , مبلغ الدين الأمين , محمد و على آله و صحبه أجمعين ,,
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
استوقفتني إحدى اللقاءات بإحدى الصحف , كان لقاء مع أحد الشخصيات البارزة - لست بصدد التحدث عنها - , لكن ما لفتني في هذا اللقاء إشارة هذه الشخصية إلى فئة معينة و وصفهم بـ( رجال الدين ) !! توقفت عند هذا ( المصطلح ) برهة .. أتأمله .. : لماذا هذا المصطلح ؟ ما المغزى منه ؟ و قبل أن نتعمق أكثر , دعونا نأخذ جولة سريعة حول هذا ( النعت ) :
بداية الظهور
لم يكن هذا المصطلح حديث الظهور , بل كان موجودا منذ أمد بعيد , إنما متلبسا مصطلحات أخرى !! فقد كانت بداياته في العصور المظلمة في أوروبا ( 500 - 1000 ) ميلادي , فكانوا يعرفون بـ( رجال الكنيسة ) , فحرموا العلوم و المعارف بحجة أنها علم غيبي لا يجوز إتيانه , و استخدم القسيسون و الراهبات نفوذهم ( الديني ) لتحقيق مآرب لهم ... فضاعت أوروبا في أوهام مظلمة .. معتمة ..
قال تعالى : (( وَاَلَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ )) .
عدة أوجه .. لكن الذات واحدة !!
جماعة الثيوقراطية أو حكومة الكهنة أو حكومة دينية , عدة مصطلحات .. لكن المعنى واحد , فهم جماعة ظهروا أثناء حقبة الثورة الفرنسية , فيكون الكهنة رؤوس الدولة , و مسيروا أمرها , فيسنون القوانين و التشريعات , تداعى حكمهم بعد فترة ليست بالطويلة , فقد ضاق بهم الشعب ذرعا , للأسباب السابق ذكرها ,, فسقطوا و انهاروا ..
( رجال الدين ) المسلمين !!
هذا محور موضوعنا ,, فصحيح أنه معروفة الفئة المقصودة بهذا التعبير , - و هم غالبا العلماء - , لكن تخصيص فئة محددة بالدين كأنما هو نفي للدين عن البقية !! فكل مسلم هو رجل دين , يصلي و يصوم و يزكي و ...
فلقد تم استياق هذا المصطلح من الثقافة الغربية و تم تداوله بشكل خاطيء !! فرجل الدين بمفهومه الغربي : هو المسموح له دينياً بتفسير النصوص الدينية ، بل و حتى الظواهر الطبيعية , حيث كان للبابا والكهنة هذه المزايا ، ولا يحق لعامة الناس إبداء آرائهم في أي شأن كان أثناء العصورة الوسطى في أوروبا - كما سبق و أن قلت - , أمّا في الإسلام فلكل عالم ذو علم صحيح الاجتهاد و تفسير النصوص , مستندا إلى الكتاب و السنة ..
أحببت فقط أن أنوه على الاستخدام الخاطيء لهذا المصطلح , و أرجو أن أكون قد وفقت في ذلك ..
أعانني الله و إياكم و وفقنا لكل خير ..
و صلى الله و سلم على محمد و على آله و صحبه أجمعين